
أخيرًا أشرقت أيها الصباح ..
من الأمس و أنا أناشد القمــــر ..
أيها القمر .. فقط اليوم .. اذهب أبكر ..
و نادي على الشمس .. أما آن لها أن تظهر ؟
لعوب هذا القمر .. نمت باكية لأنه عاندني .. لكنه كان طيبًا كفاية .. اذ تركني انام و من ثم لملم نوره .. و ذهب ..
ثم نادى الشمس لتظهر ..
سأشكره الليلة .. عليّ أن أتذكر ..
الليله.. كم أعشق هذه الليلة .. و أعشق التفاصيل التي ستكون عليها ..
لأنه اليوم.. سيشاطرني تفاصيلها .. هـــــــــو ..
ماذا أسميه ؟؟ ..
كيف لي أن أُناديــه ؟؟ ..
اذكر آخر لقاء بيننا ..
حين اعترف .. و أفصح ..
و رغم أننا لم نلتقي بعدها .. إلا أنه أصبح سرنا ..
آلهي كم أنا غبيه !!!
كعادتي سرحت فيه و معــــــه ..
و نسيت أن أحضّر له الهدية !!
اين وضعتها .. أين ؟؟
تذكرت .. الدرج المكسور ..
اعذرني درجي العزيز .. تركتك مكسورًا لمدة طويلة
رغمًا عني .. فقد نذرت نفسي له وحده ..
و بما أنك مما أملك .. فلن يمسّك إلاه .. هو وحده ..
حسنًا لاعليك .. لن يرفض لي طلبًا .. سيصلحك بيديه ..
و سأكون بجانبك و هو يلملك .. لكني لا أعدك .. فروحي ستكون معه.. و كلّي ملهوفه عليه ..
فستاني الأبيض .. اليوم سترتديني فلا تخذلني ..
أريده أن يراني أميرةً للحسن ..
بل وردةً جورية .. أو ربما حورية ..
آلهي كم أنا غبية .. سرحت فيه و معه
وحتى الآن لم أزيّن له الهدية ..
لا بأس .. هي مجرد لمسات ثانوية ..
لطالما أعجبته لمساتي .. رغم أنها عادية ..
أنا أيضًا عشقت ضحكاته .. حين أتلعثم منه خجلاً فتخونني الكلمات .. فتخرج مني كأنها لغة أعجميه !!
آهٍ مني سرحت فيه ومعـه .. و تأخرت في إعداد الهدية ..
لو كان معي الآن لنهرني عن نعت نفسي بالغبيه ..
فأنا مقدسّة في نظره .. و لي منزلة ملكية ..
الحمد للـــــــه.. ها أنا انتهيت من الهدية ..
أمي أين انتِ.. ها أنتِ.. اسمعيني ..
سأذهب لأمارس عادتي السنوية ..
نعم بفستاني الأبيض .. و قد انتهيت من جمع مشاعري و خواطري و ذكرياتي كـ "هدية " ..
أمّي مابالك .. اتفقنا على أن نترك درجي المكسور على حاله حتى توافيني المنيّة ..
اشكر تفهمك .. و اعذري ابنتك الساذجة السطحية ..
سأذهب الآن .. صلواتك و دعواتك .. و لكِ مشاعري الشجية ..
وصلت حبيبي .. كم كنت تحب هذا التل .. و هذه الشجرة ..
نعم اتذكّر .. حين كنت اتأمل هنا .. اقتربت فسلمت عليّ ..
فهربت .. أصبت .. خجلاً اعتراني .. لكني مذ ذاك .. لحبك سلمّت ..
يا اللـــــه كم انا .. حسنًا لستُ غبية .. :)
تحت ظل الشجرة كما كنّا .. سأضع الهدية ..
نعم أسميتك .. و كتبت على بطاقة الهدية :
إلى حبيبي الشهيد .. تمزقت في بُعدك ..
روحي معك .. وجسدي هنـا ..
و يومًا سيجتمع كلّي .. اتحرّق لذلك ..
انتظرني .. وحتى حين
اقبل منّي أشواقي هدية .. :)